أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية “ESA” عن مُهمّة مُشتركة مع وكالة “Roscosmos” الروسية لعلوم الفضاء للهبوط على سطح كوكب المريخ خلال الأسبوع القادم عبر مسبار فضائي لإستكشاف أجواء الكوكب وجمع المزيد من المعلومات وإذا نجحت المُهمّة، لن تُصبح وكالة ناسا هي الوحيدة التي إستطاعت الولوج للكوكب.
السفر والهجرة إلى كوكب المريخ حُلم تُحاول تنفيذه عدة شركات منذ سنوات وعلى رأسهم شركة “سبيس إكس” التي أعلنت عن أول رحلة تسع لمليون شخص للسفر والهبوط على سطح المريخ ولكن قبل أن يحدث هذا، تقوم الشركات بعمل جولات إستكشافية لدراسة الأمر جيداً والتأكد من مُلائمة الكوكب للطبيعة البشرية.
مهمة المريخ ExoMars
وتم الكشف عن مُهمّة “ExoMars” في بيان صحفي مُشترك وهي مُهمّة إستطلاعية مصممة للبحث عن علامات النشاط الجيولوجي والبيولوجي ومن المتوقّع أن يصل المسبار إلى الكوكب في يوم 19 أكتوبر من الشهر الجاري. للبدء في تنفيذ المهمة الإستكشافية.
وتستخدم وكالتي الفضاء في هذا المشروع معدات خاصة تحتوي على جهاز “TGO” لتتبع الغازات وإكتشافها بالإضافة لبعض الأجهزة التي سيتم تثبيتها على المسبار “Schiaparelli lander” وسيحدث الإنفصال بين الجهاز والمسبار قبل 3 أيام وبالتحديد في يوم 16 أكتوبر.
طريقة هبوط المركبة Schiaparelli
وسيقوم جهاز TGO بالعمل في مدار مُنخفض الارتفاع وسيعمل على مسح الغُلاف الجوي للكوكب للكشف عن غاز الميزان وبخار الماء واي نوع للغازات الأخرى التي يُمكن كشفها عبر الجهاز بينما سيقوم المسبار “Schiaparelli” بالهبوط عبر منطاد هوائي للوصول إلى سطح المريخ وتنفيذ أي مهام عن بُعد.
وسيقوم Schiaparelli بالعمل على جمع أكبر قدر من المعلومات عن البنية الخاصة بكوكب المرّيخ وغُلافه الجوذي كما ستعمل على الذهاب لبعض المناطق المُحددة على الكوكب لكشف أي مظاهر حيوية هناك وجميع المهام مُبرمجة مُسبقاً ولكن يجب ألّا تحدّث أي أخطاء تؤدّي لفشل الهبوط.
ولا يغفل التاريخ عن عدة مُحاولات سابقة من الروس للوصول إلى سطح المريخ ولكن جميعها بائت بالفشل بدءاً من رحلة الإتحاد السوفييتي في عام 1960 ورحلة عام 1970 لإيصال أجهزة إستكشافية للكوكب الأحمر ولكن لم تنجح المُحاولة وتحطّمت جميع الأجهزة.
وحاولت وكالة الفضاء الأوروبية ESA إطلاق رحلة جديدة لكوكب المريخ في عام 2003 عبر مسبار “Beagle 2” ووصل بالفعل إلى سطح الكوكب ولكن لم تعمل خلايا الطاقة الشمسية بشكل جيد وفقد طاقم العمل الإتصال بالمركبة بعد لحظات، وحاول الروس مرة أخرى في عام 2011 عمل رحلة إستكشافية إلى قمر “فوبوس” ولكن سقط المسبار وإنفجر داخل الغُلاف الجوي لكوكب الأرض.
وبالتأكيد بعد سرد هذه الأحداث السابقة، نعرف أن مهمة “ExoMars” إذا نجحت ستفيد كثيرا في علوم الفضاء وستطرح مُنافساً جديد لوكالة ناسا ولكن ستحتاج هذه المهمة الإستطلاعية إلى دقّة كبيرة لتنفيذ عملية الإنفصال بين المسبار وجهاز TGO في 16 أكتوبر وبعد 3 أيام من المُفترض أن تصل المُعدات داخل كوكب المريخ.
المؤشرات الأولية تُظهر لنا قدرة “Schiaparelli” على تخطّى مراحل الهبوط الأولى حيث تم تصميم المسبار بالأساس لمُحاكاة تقنيات الهبوط الذكية وتم تطويره وتجهيزه عدة مرات لهذه المُهمّة التي بالتأكيد ستكن محط أنظار الملايين الذين يأملون في رؤية قريبة لحياة جديدة على كوكب المريخ.